فكيف أحارب هذه النفس؟ كيف أتخلص من سطوتها؟
إن من أبرز أساليب القمع أن يكون جسم البنت ومظهرها آخر ما تفكر فيه!!
الجسم حي، يمكن أن يخضع للهوى والنفس، كما يمكن أن يستجيب لنداءات الروح.
الجسم( كما تعلمت بعد زمن) يستحق الرعاية والعناية، لأنه مطيتك( دابتك فعلا) إلى الطاعات كما يقول ابن الجوزي.. الجسم يؤخذ بالحكمة والمسايرة أحياناً، وبالحزم والزجر أحياناً. لا بد من الأسلوبين، لا بد من اتباع سنة المبعوث رحمة للعالمين.
لكن الأمر يختلف عندما تسلك طريقاً نحو التصوف، أو ما يشبهه :
إن من أبرز أساليب القمع أن يكون جسم البنت ومظهرها آخر ما تفكر فيه!!
الجسم حي، يمكن أن يخضع للهوى والنفس، كما يمكن أن يستجيب لنداءات الروح.
الجسم( كما تعلمت بعد زمن) يستحق الرعاية والعناية، لأنه مطيتك( دابتك فعلا) إلى الطاعات كما يقول ابن الجوزي.. الجسم يؤخذ بالحكمة والمسايرة أحياناً، وبالحزم والزجر أحياناً. لا بد من الأسلوبين، لا بد من اتباع سنة المبعوث رحمة للعالمين.
لكن الأمر يختلف عندما تسلك طريقاً نحو التصوف، أو ما يشبهه :
فيمايتعلق بالعناية الشخصية، فقد بدا لي واضحاً من مخالطة القريبات والزميلات أن بعض شؤون التنظيف والتجميل التي تألفها مجتمعات النساء، صارت أمراً شبه منكر..
لقد شعرت أحياناً ببعض العطف والحزن لما آلت إليه حال بعض الشابات اللواتي كن مهتمات لمظهرهن وجمالهن، قبل أن يصبحن قبيسيات!!
وسيمضي وقت غير قصير، قبل أن أسعى إلى معرفة الفرق بين ما فرضته الدروس.. وما فرضه الله، بين ما منعته الدروس، وما حرمه الله تعالى، في دين يهذّب الفطرة ولا يحاربها، يدعو إلى الحياة الطبيعية دون شطط، ولا غفلة.
لنعد إلى( ذلك الجسم)
يفضل أن تلبسي قميصاً قطنياً بكم قصير تحت ملابسك صيفاً شتاء ربيعاً خريفاً.. يكمله سراويل* قطنيّ أيضاً يقبض على ما تحت الركية بمطاط..
يفضل أن تلبسي قميصاً قطنياً بكم قصير تحت ملابسك صيفاً شتاء ربيعاً خريفاً.. يكمله سراويل* قطنيّ أيضاً يقبض على ما تحت الركية بمطاط..
لباس آخر لا بد من الإشارة إليه ولوكان محرجاً: يجب ألا تلبس البنت صدرية( يسميها الشوام سوتيان بالفرنسية)، أو منهدة كما سماها صبري القباني صاحب مجلة( طبيبك) الشهيرة ربما من قبل أن أولد، والتي كانت من المجلات المستفظعة المستقذرة، لا يقرؤها أحد في البيوت المحافظة، والله أعلم، إلا خلسة.
بذلك تضيع معالم جسم الأنثى، حتى في بيتها، وتقنع نفسها( أو توهمها) بأنها لا تفكر بأنوثتها، وأنه لا أحد سيهتم بها بعد.
من هنا يفترض فيها ألا تشغل نفسها بمسألة الزواج، بل إن هذه الفكرة تقلقها وتجعلها تتساءل كيف يمكن التوفيق بين طاعة الله والتبتل له، وبين أن تصبح زوجة، عليها كل واجبات الزوجة..
بذلك تضيع معالم جسم الأنثى، حتى في بيتها، وتقنع نفسها( أو توهمها) بأنها لا تفكر بأنوثتها، وأنه لا أحد سيهتم بها بعد.
من هنا يفترض فيها ألا تشغل نفسها بمسألة الزواج، بل إن هذه الفكرة تقلقها وتجعلها تتساءل كيف يمكن التوفيق بين طاعة الله والتبتل له، وبين أن تصبح زوجة، عليها كل واجبات الزوجة..
لكن الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم تزوج وأنجب، أبواها تزوجا!.. الآنسات الكبيرات لم يتزوجن، لم يردن أن تشغلهن شهوات الأرض عن دعوة السماء..فأين الصواب، وأين الحق.. وهل يمكن أن أناقش أمراً فعله صاحب الرسالة وسائر صحابته.
الحياة الحقيقية مغيَّبة تماماً عن الدروس، كلُّ الذين تضرب بهم الأمثال: هجروا الدنيا، تعرضوا للمهانة والازدراء، جاعوا وتشردوا هاموا على وجوههم يجرون أجساماً أثقلتها آثام فظيعة لايدرون كيف ومتى يكفّرون عنها.....
سبحان الله!
وكأنك أيها الإنسان خلقت لتهجر الدنيا، متفرغاً للبكاء على خطاياك، لتأديب نفسك إن لم يكن تعذيبها!! فلا يتبقى لديك أي وقت لتكون خليفة الله في أرضه، فتعمرها وتنشر فيها رسالة الخير، قائماً على الحق في مواجهة الباطل.
استطراد أجده مفيداً:
وعندما يتجاهل الآباء والمربون حاجات الجسم وتطوراته الطبيعية، وينظرون إليها باستقذار كَنَسي، ولا يسمحون بالخوض فيها معهم أو أمامهم، يظنون أن الأمور تسير وفق ما يشتهون، وأن الأبناء لن يبحثوا عن مصادر أخرى تعلمهم أو ترد على تساؤلاتهم أو تفسر مشاعرهم وتوجهها، ولقد اطلعت بعد زمن طويل جدا، بعد الزواج والإنجاب، على عدد من مجلة( طبيبك)، فوجدت أني كنت بحاجة ماسة إليها في وقت من الأوقات، وأنها لو تجنبت المبالغة والتفصيل المثير أحياناً، لربما أعانت بعض البيوت.
وإن كان لنا- معاشر المسلمين- في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وسنته المبينة لكتاب الله تعالى؛ لغنى في شؤون الدنيا والآخرة، لو صدقنا في قراءتها واستنطاقها.
***
لم يطل بي الأمر حتى اتخذت للخروج معطفاً واسعاً، يغطي جزءاً من الساقين، مثل كثير من رفيقات الدرس، لكني شعرت بالحنق والحرج من مظهري.
الحياة الحقيقية مغيَّبة تماماً عن الدروس، كلُّ الذين تضرب بهم الأمثال: هجروا الدنيا، تعرضوا للمهانة والازدراء، جاعوا وتشردوا هاموا على وجوههم يجرون أجساماً أثقلتها آثام فظيعة لايدرون كيف ومتى يكفّرون عنها.....
سبحان الله!
وكأنك أيها الإنسان خلقت لتهجر الدنيا، متفرغاً للبكاء على خطاياك، لتأديب نفسك إن لم يكن تعذيبها!! فلا يتبقى لديك أي وقت لتكون خليفة الله في أرضه، فتعمرها وتنشر فيها رسالة الخير، قائماً على الحق في مواجهة الباطل.
استطراد أجده مفيداً:
وعندما يتجاهل الآباء والمربون حاجات الجسم وتطوراته الطبيعية، وينظرون إليها باستقذار كَنَسي، ولا يسمحون بالخوض فيها معهم أو أمامهم، يظنون أن الأمور تسير وفق ما يشتهون، وأن الأبناء لن يبحثوا عن مصادر أخرى تعلمهم أو ترد على تساؤلاتهم أو تفسر مشاعرهم وتوجهها، ولقد اطلعت بعد زمن طويل جدا، بعد الزواج والإنجاب، على عدد من مجلة( طبيبك)، فوجدت أني كنت بحاجة ماسة إليها في وقت من الأوقات، وأنها لو تجنبت المبالغة والتفصيل المثير أحياناً، لربما أعانت بعض البيوت.
وإن كان لنا- معاشر المسلمين- في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وسنته المبينة لكتاب الله تعالى؛ لغنى في شؤون الدنيا والآخرة، لو صدقنا في قراءتها واستنطاقها.
***
لم يطل بي الأمر حتى اتخذت للخروج معطفاً واسعاً، يغطي جزءاً من الساقين، مثل كثير من رفيقات الدرس، لكني شعرت بالحنق والحرج من مظهري.
لعلي لم أكن أشعر بالراحة إلا وأنا في الدرس على وجه الخصوص.. حيث أغدو جزءاً، ربما قطرة، في تيار غامر جبار يحملني، فأشعر بأني أخف، وأكاد أنسى وجود أي عبء على كتفي ّ الناميتين.
____________
*الجسم في اللغة، غير الجسد، الجسد هو المكوِّن المادي، أو البدن دون روح، قال تعالى في وصف المرسلين "وما جعلناهم جسداً لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين" الأنبياء/ 8 وقال تعالى: " واتخذ قوم موسى من حليّهم عجلاً جسداً له خوار.." الأعراف 148 – أما الجسم فهو البدن الحي، وفي وصف طالوت قال تعالى" وزاده بسطة في العلم والجسم" البقرة/ 247
* السراويل للواحد هي الصواب، والجمع سراويلات( انظر المعجم الوسيط: سرول). وإن كان الشائع: سروال، مع جمعه على سراويل.
*الجسم في اللغة، غير الجسد، الجسد هو المكوِّن المادي، أو البدن دون روح، قال تعالى في وصف المرسلين "وما جعلناهم جسداً لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين" الأنبياء/ 8 وقال تعالى: " واتخذ قوم موسى من حليّهم عجلاً جسداً له خوار.." الأعراف 148 – أما الجسم فهو البدن الحي، وفي وصف طالوت قال تعالى" وزاده بسطة في العلم والجسم" البقرة/ 247
* السراويل للواحد هي الصواب، والجمع سراويلات( انظر المعجم الوسيط: سرول). وإن كان الشائع: سروال، مع جمعه على سراويل.